احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

هل أصدق ما قيل لي عن الواقع .. أم أصدق الواقع ؟!

"من غرائب الإنسان التي لاحظتها في تأملاتي، أنه حين تتغلغل فكرة في رأسه لمدى معين يصبح من الصعب أن يكذبها، حتى لو رآى تلك الفكرة تتهاوى في الواقع يوماً بعد يوم، حتى لو اتضح له أنها وهم يتكسر في هذا الواقع، لذلك لا شيء أخطر من اعتياد الإنسان على سماع أي فكرة دون أن يقف ولو للحظات ليحللها ويفكر فيها ويحاول أن ينقدها.

وسأضرب هنا مثالاً :
لو فرضنا وجود شخصية مصلح اجتماعي في مجتمعنا، شخصية محترمة لها صولات وجولات في نشاطها لمناهضة الحروب ولإصلاح التعليم ولرعاية الفقراء مثلاً ، ولو قلنا أننا جمعنا مجموعة من الناس وبدأنا بالتنكيل بهذه الشخصية أمامهم وذكر مساوئها، ونؤلف شيئاً ونسمع ونكرر أشياء ونتتبع أي هفوة لنكبرها ونتحدث فيها ونجعلها كبيرة الكبائر، لا بد أن ذلك كله سيحفر في عقول هذه المجموعة كرهاً تجاه هذه الشخصية، ولو جاء أحد من هذه المجموعة بعد ذلك ليتأمل نتاج هذا المصلح في الواقع، ستطغى الأفكار التي اعتاد على سماعها من الآخرين على الواقع الذي يظهر نتاج المصلح الإيجابي، ولو أنه وقف للحظات وتبين دقة ما قيل وحاول نقده، واعتمد على الواقع الذي يراه في تفكيره لانكسرت تلك الصورة البشعة التي رسمها أعداء هذا المصلح له.
ولنقس على ذلك كثيراً ، فكم من فكرة أخذت قداسة مع أنها خرافة يكذبها الواقع لا لشيء إلا لأنه تم تكرارها على المسامع دون محاولة نقد لها، وكم من شخصية كرهناها لا لبحث حقيقي واقعي وإنما لأنه تكرر على مسامعنا النقد اللاذع لها دون وقوف منا للتفكير وللنظر!!

خلاصة القول أن العاقل هو من يدقق في كل ما يسمع، ويفكر ويحاول أن ينتقد حتى الآراء التي يشعر بميل نفسي لها، ذلك إذا أراد بالفعل أن يكون سلوكه عقلانياً ومستقلاً ، وعند ذلك سيشعر بالطمأنينة تجاه أفكاره ومواقفه لأنه اتخذها بناءً على نتاج عقله هو لا بناءً على ما تم تكراره على مسامعه".

تأملات ربيعية
19-3-2016

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق