التديّن الطقسي والتديّن الأخلاقي !
صلّى خمساً وصام شهراً ودفع زكاةً لكنه في نفس الوقت أغلق شارعاً باصطفاف سيارته الخاطئ عند المسجد الذي نزل ليصلّي عنده ، وعبس في وجه الناس وعاملهم بفظاظة لأنه صائم !
وهنا نبدأ بالتحليل والتركيب والربط بين الأمور لنفهم العلاقة بين الطقوس والأخلاق وقد تخطر في أذهاننا هذه الأسئلة :
- هل ممارسة الطقوس الدينية تؤدي إلى انهدام أم بناء المنظومة الأخلاقية عند النّاس ؟!
- هل الإنسان الذي يشعر أن الإله المالك للكون راضٍ عنه يستهين بحقوق من يشاركه الحياة على هذه الأرض ؟! إذ قد يخطر بباله استصغارهم ما دام هو مدعوماً من السلطة الأعلى !
- ألم نسمع الكثير من التنظير من بعض رجال الدين عن أهمية ما تعكسه طقوس العبادات على سلوك الإنسان ، فكم سمعنا عن تعلّم قيمة الصبر من الصوم فهل هذا واقع أم لا ؟! وهل أن المشكلة في الطقس نفسه أم في تعامل الناس مع هذا الطقس ؟
- أيهما أهم أداء طقوس شكلية معينة أم الإلتفات إلى ما وراء هذه الطقوس ؟ وبعبارة أخرى هل نؤدي العبادات لذاتها أم لغيرها ؟!
- ألا يتوجب علينا التركيز في تعليمنا وقوانيننا على التدين الأخلاقي لا الطقسي ؟ إذ هو ما يمسّ المجتمع حقاً ، فالذي أفطر في رمضان (لم يلتزم بالتديّن الطقسي) لم يؤذني ، ولكن الذي أغلق الشارع أو ضيقه باصطفافه الخاطئ ليصلّي قد آذاني إذ أخرني عن عملي لمرات عدة ! بل قد يؤدي إلى وفاة إنسان مريض بحاجة لأن ينقل بسرعة قصوى إلى المستشفى .
- إذا ما وصلنا إلى تحليل معيّن لكل عبادة بحيث فهمنا ما هي القيمة المراد أن نتعلمها عند أداء هذه العبادة ، وفهمنا المعنى المراد والقيمة المرتجاة وحققناها في سلوكنا ، فهل تعود هنالك أهمية لأداء العبادة نفسها أم لا ؟
كل هذه والكثير الكثير من الأسئلة أيضاً تدور في ذهني في محاولة مني لتحليل الواقع وتحقيق فهم أعمق وأوضح للدين والإنسان .
ربيع ابراهيم
17-7-2015
اضافة تعليق