احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الهروب للإله وتحمل المسؤولية .. أيهما نريد ؟

      تكاد تتشكل حياتنا التي نعيشها بناءً على على قراراتنا التي نتخذها نحن ، وفي كل مفترق للطرق نقف لنختار ونحدد ما الذي نريده ؟ ولماذا نريده ؟ وماذا علينا أن نفعل لنحقق ما نريد ؟ وبعد الإجابة على هذه الأسئلة نقرر ونختار ونتحمّل مسؤولية قراراتنا . وعند عجز الإنسان عن تحديد موقفه وعن الإختيار يبدأ هنا بخلط الأوراق بطريقة غريبة ما هي إلا هروب من المسؤولية .

      عندما يعجز الإنسان عن اكتشاف نفسه بوضوح ولا يعرف ماذا يريد ، أو عدم رغبته بتحمل مسؤولية اتخاذ القرارات يبدأ بالقول "سأسلّم أمري لله" و"لتكن إرادة الله" و"اختر لي يا الله فأنا لا أحسن الإختيار" وقد يخطر ببال القارئ أن ما هي المشكلة في ذلك ؟! المشكلة تضح بأن الخالق نفسه الذي أنعم عليك بالوجود سلّمك الأمر حين خلق لك عقلاً وأعطاك وعياً !

       وما هذه السلبية التي يمارسها الإنسان حين لا يبادر بخلق شيء في الواقع بنفسه إلّا انعكاس لهروبه من تحمّل المسؤولية ، وهذه الحالة أشبه بمعلّم أعطى تلميذه قلماً وورقةً بعد أن علّمه الكتابة وقال له اكتب ما تريد ، فقال التلميذ لمعلمه لا أريد أن أكتب ، اكتب لي أنت !

       ولكي يتضح المقال فلا بد من مثال :
- شاب تسوء علاقته بأبيه وتتعدد المشاكل فيذهب ليصلي ويقول يا رب أصلح لي علاقتي بأبي
-فتاة تعمل في مكان ما وتشكو من عدم تقاضيها أجرها بالكامل تذهب لتصلي وتقول يا رب أريد راتبي
-زوج وزجة يشكوان فتوراً في حبهما بعد سنتين من الزواج يذهب كل واحد منهما ليصلي ويقول يا رب حببنا في بعضنا أكثر

      وما إلى ذلك من الأمثلة الكثيرة التي أرى فيها أن الإشكالية ليست بالدعاء والصلاة والتواصل مع الإله فمن منا سيعارض هذا ! المشكلة في العقلية التي يتعامل بها الإنسان ، تلك العقلية التي تتلخص بأن مشاكلنا نحن لا تحل إلّا بمعجزة من السماء ، وبأن حياتنا لا ملك لنا عليها ، وأنه إذا أردنا أن نحدث أي تغيير في واقعنا فكل ما علينا فعله هو أن نتوجه للإله ونطلب ذلك التغيير !

      مع العلم أن الإله هو من خلق لنا عقلنا ووعينا وأعطانا حرية الإختيار وأرادنا أن نكون فاعلين في هذا الواقع ، ففي الأمثلة الثلاثة السالفة الذكر ألا يتضح أن الإله أعطى الشاب القدرة على الحديث والتواصل والإعتذار ، وأعطى القدرة للفتاة على الإعتراض والشكوى ، وأعطى كل واحد من الزوجين القدرة على أن يقرر بأن يعطي أكثر ويحب أكثر ويهتم أكثر ؟! إذن لماذا نتهرب من المسؤولية التي أعطانا إيّاها الإله في حياتنا ؟!

      الحق يقال أن الإله سلّمنا حياتنا حين أعطانا عقولاً وحرية اختيار ، فإذا أردنا شيئاً فعلينا أن نأخذ القرار لنحققه ونعتمد على أنفسنا ، فلو أن الشاب ذهب ليتودد لأبيه مباشرة ، ولو أن الفتاة ذهبت لتعترض وتطلب حقها ، ولو أن كل واحد من الزوجين أعطى اهتماماً أكثر وحباً أكثر ولاطف أكثر ، لو أن كل واحد من الأمثلة الثلاثة ذهب مباشرة للفعل وتحمّل المسؤولية وفعل ما عليه فعله لكان خيراً من أن يجلس وينتظر معجزة من الإله لتحقق له ما يريد !

      نحن معجزة الإله التي تتحقق عندما نستثمر العقل الذي أعطانا إيّاه ونتحمّل المسؤولية ونخلق واقعنا بأيدينا.

ربيع ابراهيم
15-7-2015

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق